لقد أحسست أخيراً بقرب انتهاء الاجل ، بعد مشوار ليس
بالطويل ولا بالقصير ، سوف تبتعد عن فلذات أكبداها
التي طالما خشيت عليهم ، وهي بينهم ، فكيف يكون حالها
وهي غائبة عنهم للابد ؟ ؟؟؟؟؟؟
كثيراً ما تمنت من الله الشفاء ليس خوفاً من الموت
ولكن حبا في أولادها ..................
فهي لا تريد ان تبتعد عنهم نهائيا .
لولا الموت .
ولكن أين أولادها الان في شدة مرضها
انها الان في فراش الموت تنتظره من الحين للاخر.
وفي كل مرة تفيق من نومها على الوحده
احست انها اضاعت عمرها هباء
فكل ابن مشغول بنفسه ، وتارك امه لوحدتها لمرضها
الذي ينهش في جسمها كل يوم .
تركوها للمرض الذي اغتال صحتها
وهي لا تزال في صحوة شبابها ، كل انسان يدخل
لزيارتها يشفق عليها ، ربما يدعو لها البعض بالشفاء
وربما يدعو البعض الاخر لها بالموت للراحة من تلك
الالام .
فالام التي لم تشتكي أبداً من الامراض عندما مرضت
فجاءها اشدا الامراض قسوة ورما اسمه يعبر عنه ( سرطان ) فالاسم يوحي
بفظاعته ، صبرت كثيراً على المرض ، تحملت كثيرا
الا ان توفاها الله.
لقد ماتت زهرة البيت
فلم يعد للبيت بعدها رائحة ولا طعم ولا احساس
فالام هي احساس كل بيت واساس كل بيت
وفي رحلتها للعالم الاخر
نالت اخيراً ! اجرها بعدما صبرت وتحملت وسهرت
لقد انصفها رب العالمين